الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: التنبيه والإشراف **
ملك اثنتي عشرة سنة وخمسة أشهر. السادس والنس ملم ثلاث سنين وثلاثة أشهر. السابع والنطيانوس ملك ثلاث سنين وأربعة أشهر وعاضده على ملكه غراطيانوس فهلك قبله. الثامن تدوس الكبير وتفسير تدوس عطية الله ملك تسع عشرة سنة وفي ملكه كان السنهودس الثاني وهو المجمع بمدينة قسطنطينية من بلاد بوزنطيا اجتمع فيه مائة وخمسون أسقفاً فأمنوا مقذونس وأشياعه مع البطارقة الذين بعده قالوا بمقالته وكان المقدم في هذا المجمع طيموثاوس بطريرك الإسكندرية ومليطيوس بطريرك أنطاكية وقورللس بطريرك بيت المقدس وفي هذا المجمع بطرك وهو أول بطريرك لبيت المقدس وإنما كانوا أساقفة وكانت البطارقة أصحاب الكراسي الأربعة. أولها مدينة رومية وهي لبطرس رئيس الحواريين وخليفة إيشوع. الثاني الإسكندرية من بلاد مصر وهي لمرقس أحد أصحاب الأناجيل الأربعة. والثالث قسطنطينية من بلاد بوزنطيا وكان أول بطريرك لها مطروفانس رتبه الثلاثمائة والثمانية عشر أسقفاً الذين أقاموا دين النصرانية بمدينة نيقية المقدم ذكرهم. والرابع أنطاكية وهي لبطرس أيضاً واستخلف بطرس على الكرسي بها حين سار إلى مدينة رومية وأذيوس فصارت البطاركة خمسة إلى هذا الوقت المؤرخ به كتابنا وهي سنة 345 للهجرة جميعاً للملكية فكان من السنهودس الأول بنيقية الثلاثمائة والثمانية عشر أسقفاً إلى هذا الاجتماع ست وخمسون سنة وأطلق طيماثاوس بطريريك الإسكندرية في هذا المجمع للبطاركة والأساقفة والرهبان ببلاد مصر والإسكندرية أكل اللحم لأحل الثنوية ليعرف من كان منهم مثنوي المذهب إذ كانت الثنوية تمتنع من ذلك فأما البطاركة والأساقفة والرهبان بغير مصر والإسكندرية كرومية وأنطاكية وغيرهما من البلاد فإنهم امتنعوا من أكل اللحم وأكلوا بدلاً عنه السمك محنة لهم إذ كانت الثنوية لا تأكل اللحم ولا السمك إلا السماعين منهم فإن منهم من يأكل اللحم والسمك ومنهم من يأكل السمك دون اللحم. قال المسعودي: ولثماني سنين خلت من ملكه ظهر الفتية أصحاب الكهف الذي كانوا قد هربوا من داقيوس الملك على ما قدمنا في أخبار الطبقة الأولى من ملوك الروم في هذا الكتاب وقد ذكرنا في كتاب فنون المعارف وما جرى في الدهور السوالف أخبارهم وما قيل فيهم والتنازع في موضعهم أهو الموضع الذي بمدينة أفسيس وراء مدينة زمرني على البحر الرومي أم الهوته التي تسمي خارمي مما يلي قرة بأرض الروم أم غيرهما من المواضع التي يشار إليها بذلك وخبر تدوس الملك والسبب في إفضاء الملك إليه وما كان من خبره قبل ذلك وبعده. التاسع أرقاذيوس بن تدوس ملك ثلاث عشرة سنة. العاشر تدوس الصغير بن تدوس الكبير ملك اثنتين وأربعين سنة ولإحدى وعشرين سنة خلت من ملكه كان السنهودس الثالث بمدينة أفسيس على بطريرك القسطنطينية نسطورس وكان على كرسيها أربع سنين حضر هذا المجمع مائتا أسقف وكان المقدم فيه قورللس بطريرك الإسكندرية وكلسطوس بطريرك رومية وبولانيوس بطريرك إيليا فلعنوا نسطورس وتبرءوا منه ونفوه فسار إلى صعيد مصر فأقام ببلاد أخميم والبلينا ومات بقرية يقال لها سيفلح وموضعه معروف في هذا الوقت المؤرخ به كتابنا وأضافت الملكية العباد من النصارى وهم المشارقة إليه تقريعاً لهم بذلك فسموا النسطورية وكانت رئاسة البطركة للمشارقة في ذلك الوقت بالمدائن من أرض العراق لداديشوع بعد بلادها في ملك فارس. قال المسعودي: فذكرت العباد أن تيادوس الملك كان كتب إلى يوحنا بطريرك أنطاكية وأساقفته أن يسيروا إلى المدينة أفسيس لينظروا فيما بين نسطورس وقورللس بطريرك الإسكندرية من الخلاف فاجتمع نسطورس وأصحابه وقورللس وأصحابه بها فانتدب قورللس فحرم نسطورس قبل موافاة يوحنا صاحب أنطاكية الذي جعله الملك حكماً بينهما فلما رأى نسطورس أن قورللس يجري إلى الحيلة والمغالبة والعدول عن الحق اعتزل وقال الديانة لا تكون بالمجاذبات والحيل وطب الرئاسات وإن يوحنا بطريرك أنطاكية لما وافى فوقف على فعل قورللس أنكره عليه وحرمه وأنكر ذلك عليه عند قراءته مقالة نسطورس ومقالة قورللس وصحح مقالة نسطورس وأمانته ورد مقالة قورللس وذكر أنها مخالفة للحق لا يجوز لأحد أن يقول بها و لا يتقلدها وأن يوحنا عاد إلى أنطاكية وكتب إلى بطريرك المشرق بما جرى وتوجه الحيلة على نسطورس من صاحب الإسكندرية ببذل الأموال لبطانة الملك حتى حل الحرم عنه وبقي حرم نسطورس فكان هذا أحد أسباب الخلاف بين أهل المشرق من النصارى وأهل المغرب وداعية إلى ما كان بينهم من العداوة والقتال وسفك الدماء والعباد تذكر أن أول البطاركة السريانيين الذي نزلوا كرسي المشرق على قديم الأيام بعد صعود المسيح إلى السماء بنحو ثلاثين سنة بعد توما أحد الاثني عشر أدى السليح قبل حدوث الخلاف بين النصارى وهو أدى برماري السليح من السبعين وهو نصر أهل المدائن ودير قنى وكسكر وغيرهما من السواد وبنى بيعتين إحداهما بالمدائن دار مملكة فارس يومئذ وجعلها كرسياً لمن يأتي بعده من البطاركة ورسم ألا تتم البطركة لمن نصب لها إلا في هذه البيعة وأخرى بدير قنى وقبره بها وقد ذكرنا فيما سلف من كتبنا خبر المشارقة من النصارى مع سابور ملك فارس حين أخذهم بالتمجس وامتناعهم من ذلك وقتله منهم نحواً من مائتي ألف وغير ذلك من أخبارهم وذكر الملكية أن مقالة نسطورس كانت درست فأحياها برسوما مطران نصيبين ودعا إليها المشارقة من النصارى فدانوا بها. قال المسعودي: وفي هذا المجمع خالفت النسطورية الملكية وافترقوا عنهم فمن المجمع الثاني المائة والخمسين الأسقف الذين اجتمعوا بمدينة القسطنطينية ولعنوا مقذونس إلى هذا المجمع المائتي أسقف الذين اجتمعوا بمدينة أفسيس إحدى وخمسون سنة وكان في أيام تدوس هذا عند النصارى حوادث في الدين والملك منها نفيه يوحنا المعروف بفم الذهب بطريرك القسطنطينية بحكومة حكمها في كرم فكرهت ذلك زوجة الملك يدوقية وغير ذلك الحدي عشر مرقيان ملك ست سنين وفي أول سنة من ملكه كان السنهودس الرابع بمدينة خلقيذون على ديسقرس بطريرك القسطنطينية وأوطيسوس اجتمع فيها ستمائة وثلاثون أسقفاً فمن المجمع الثالث المائتي أسقف الذين اجتمعوا بمدينة أفسيس إلى هذا المجمع إحدى وعشرون سنة في هذا المجمع خالفت اليعقوبية سائر النصارى وفارقوهم وقد ذكرنا في كتاب أخبار الزمان ومن أباده الحدثان من الأمم الماضية والأجيال الخالية والأمم الداثرة في أخبار ملوك الروم وطبقاتهم وسيرهم خبر يعقوب البرذعاني الأنطاكي وقيل الحراني تلميذ سورس وكيف أضيظ أهل مقالة ديسقرس إلى اليعاقبة ونسبوا إلى يعقوب وما كان من سواري. وقد ذكرنا في أخبار ملوك الروم المتنصرة من كتاب فنون المعارف وما جرى في الدهور السوالف عند ذكرنا مرقيان هذا والسنهودس الذي كان في أيامه ما اتفقت عليه الملكية والنسطورية واليعقوبية وما اختلفت فيه من الكلام في الأقانيم والجوهر وغير ذلك وما احتج به كل فريق منهم لذلك على الشرح وقول من خالف هؤلاء من فرق النصارى الأريوسية والمارونية والبيالقة وهو المذهب الذي أحدثنه بولس الشمشاطي وهو أول بطاركة أنطاكية وأصحاب الكراسي بها متوسطاً بين مذاهب النصارى والمجوس وأصحاب الاثنين من تعظيم سائر الأنوار وعبادتها على مراتبها وغير ذلك وإنما نذكر في هذا الكتاب لمعاً وجوامع منبهين بذلك على ما تقدم من كتبنا وسبق من تصنيفنا ولليعاقبة كرسيان لا ثالث لهما أحدهما بأنطاكية والآخر بمصر والغالب على نصارى مصر من الأقباط وغيرها بفسطاطها وسائر كورها وما يليها من أرض النوبة والأحابش رأى اليعقوبية وبها منهم ما لا يحيط به الإحصاء كثرة ومقام بطركتهم بدير يعرف بأبي مقار بناحية الإسكندرية والملكية والنسطورية بمصر قليلون جداً وما عدا هذين البلدين فإنما لليعقوبية مطارنة وأساقفة الثاني عشر لاوون الكبير ملك ست عشرة سنة. الثالث عشر لاوون الصغير ملك سنة وكان يعقوبي المذهب وأراد حمل أهل مملكته على ذلك فهلك ولم يبلغ ما أراده وقيل إنه اغتيل بالسم. الرابع عشر زينون ملك سبع عشرة سنة وكان يعقوبي المذهب وزهد في الملك وجعله إلى ولده فهلك ولده فعاد إلى الملك. الخامس عشر أنسطس ملك سبعاً وعشرين سنة وكان يعقوبي المذهب. السادس عشر يوسطين ملك تسع سنين وتتبع اليعقوبية بالقتل والنفي. السابع عشر يوسطانوس ملك تسعاً وعشرين سنة وفي ملكه كان السنهودس الخامس بمدينة القسطنطينية فحرموا أريجانس أسقف منبج لقوله بتناسخ الأرواح في أجسام الحيوان وتبديل الأسماء وتغير الأجسام وأن الله عز وجل لا يفعل ذلك بخلقه إلا باستحقاق لما ارتكبوه من الأجرام وأنه لا يجلب بعذابهم منفعة ولا يدفع عن ذاته مضرة إذ كان غنياً عن جميع ذلك وغير ذلك من الكلام في إيلام الحيوان والتعديل والتحرير وأيبا أسقف الرهاء وتدوس أسقف المصيصة وتوزروطس أسقف أنقرة لأقاويل أظهروها حضر هذا المجمع أصحاب الكراسي الأربعة وأساقفتهم وهم مائة وأربعة وستون أسقفاً ولم يحضر بطريرك إيليا وحضر أصحابه فكان من المجمع الرابع الستمائة والثلاثين الذين اجتمعوا بخلقيذون إلى هذا المجمع مائة وست وثلاثون سنة وقد ذكرنا في كتاب فنون المعارف وما جرى في الدهور السوالف ما كان في أيام هذا الملك من أمر اليعاقبة والملكية ببلاد مصر والإسكندرية وأمر اليهود بإيليا وجبل يهودا وجبل الجليل وقتلهم النصارى وما بنى هذا الملك من الكنائس والديارات وبطور سينا على الناطس والعليقة وهو الموضع الذي أنزلت فيه التوراة على موسى بن عمران عليه السلام وغير ذلك من أحواله. الثامن عشر يوسطينوس ملك ثلاث عشرة سنة وكان في أيامه أوشروان الملك. التاسع عشر طيباريوس ملك ثلاث سنين وثمانية أشهر وكان بينه وبين أنوشروان مراسلات العشرون موريق ملك عشرين سنة واربعة أشهر وظهر في أيامه رجل من أهل مدينة حماة من أعمال حمص يعرف بمارون إليه تنسب المارونية من النصارى إلى هذا الوقت المؤرخ به كتابنا وأمرهم مشهور بالشأم وغيرها أكثرهم بجبل لبنان وسنير وحمص وأعمالها كحماة وشيزر ومعرة النعمان. وكان له دير عظيم يعرف به شرقي حمة وشيزر ذو بنيان عظيم حوله أكثر من ثلاثمائة صومعة فيها الرهبان وكان فيه من آلات الذهب والفضة والجوهر شيء عظيم فخرب هذا الدير وما حوله من الصوامع بتواتر الفتن من الأعراب وحيف السلطان وهو يقرب من نهر الأرنط نهر حمص وأنطاكية. وكان مارون قد أحدث آراء بان بها عمن تقدمه من النصارى في المشيئة وغيرها وكثر متبعوه وقد أتينا على شرح مذهبه وموافقته الملكية والنسطورية واليعاقبة في الثالوث ومخالفته إياهم فيما يذهب إليه من أن المسيح جوهر أن أقنوم واحد مشيئة واحدة وهذا القول متوسط بين قول النسطورية والملكية وغير ذلك في كتابنا في المقالات في أصول الديانات ولبعض متبعيه من المارونية ويعرف بقيس الماروني كتاب حسن في التاريخ وابتداء الخليقة والأنبياء والكتب والمدن والأمم وملوك الروم وغيرهم وأخبارهم انتهى بتصنيفه إلى خلافة المكتفي ولم أر وقد ألف جماعة من الملكية والنسطورية واليعقوبية كتباً كثيرة ممن سلف وخلف منهم. وأحسن كتاب رأيته للملكية في تاريخ الملوك والأنبياء والأمم والبلدان وغير ذلك كتاب محبوب بن قسطنطين المبجي وكتاب سعيد بن البطريق المعروف بابن الفراش المصري بطريرك كرسي مارقس بالإسكندرية وقد شاهدناه بفسطاط مصر انتهى بتصنيفه إلى خلافة الراضي. وكتاب أثنايوس الراهب المصري رتب فيه ملوك الروم وغيرهم من الأمم وسيرهم وأخبارهم من آدم إلى قسطنطين بن هيلاني ورأيت لأهل المشرق من العباد كتاباً ليعقوب بن زكرياء الكسكري الكاتب وقد شاهدناه بأرض العراق والشأم يشتمل على أنواع من العلوم في هذه المعاني يزيد على غيره من كتب النصارى وكتاباً لليعاقبة في ذكر ملوك الروم واليونانيين وفلاسفتهم وسيرهم وأخبارهم ألفه أبو زكرياء دنخا النصراني وكان متفلسفاً جدلاً نظاراً جرت بيني وبينه مناظرات كثيرة ببغداد في الجانب الغربي بقطيعة أم جعفر وبمدينة تكريت في الكنيسة المعروفة بالخضراء في الثالوث وغيره وقد أتينا على ذكرها في كتاب المسائل والعلل في المذاهب والملل وفي كتاب سر الحياة وذلك في سنة 313. الحادي والعشرون فوقاس ملك ثماني سنين وأربعة أشهر ولما ملك تتبع ولد موريقيس حمو أبرويز وحاشيته بالقتل فلما بلغ ذلك أبرويز أحفظه وسير الجنود إلى بلاد الشأم ومصر فاحتوى عليها وقتلوا من النصارى خلقاً كثيراً وخربوا الكنائس بإيليا وغيرها وتوجه شهربراز في جيوش كثيرة كثيفة نحو القسطنطينية فخيموا على الخليج بإزائهم واشتد حصارهم إياها وكان هرقل ابن فوق بن مرقس يختلف من مدينة صلونيقي وهو من أهلها إلى القسطنطينية بالزاد في البحر وهم محاصرون فبانت شهامته وظهرت شجاعته وأحبه أهل القسطنطينية فخلا بالبطارقة وذوي المراتب فأغراهم بفوقاس وذكر لهم ما نزل بهم في أيامه وذكرهم بسوء آثاره فيهم وغلبة الفرس على ملكهم بسوء تدبيره وقبح سياسته وإقدامه على الدماء ودعاهم إلى الفتك به فأجابوه إلى ذلك فقتلوه ذكر ملوك الروم من الهجرة إلى سنة 345 واجتمعت البطارقة وغيرهم من ذوي المراتب من الروم وغيرهم بعد قتل فوقاس لاختيار من يصلح للملك فوقع اختيارهم بعد خطب طويل وتنازع كثير على هرقل فملكوه ورجوا صلاح أحوالهم بتمليكه وهو الثاني والعشرون من ملوك الروم المتنصرة وكان ملكه لثلاث وثلاثين سنة خلت من ملك كسرى أبرويز بن هرمز ملك بابل فملك خمساً وعشرين سنة وقيل أكثر من ذلك وفي أول سنة من ملكه كانت هجرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأقام في الملك أيام النبي صلّى الله عليه وسلّم وأيام أبي بكر وعمر وسنتين من خلافة عثمان وفي أيامه غلب المسلمون على بلاد سورية وهي الشأم والجزيرة وكان أخوه قسطنطين معاضداً له على الملك فهلك قبله ولما ملك هرقل جد في حرب الفرس فكانت له معهم حروب كثيرة وفسد الأمر بين كسرى أبرويز وصاحب جيشه المحاصر للقسطنطينية شهربراز وأتاه هرقل ومالأه على أبرويز فخرج هرقل في مراكب كثيرة في الخليج إلى بحر الخزر وسار إلى طرانزندة وأبواب لازقة واستنجد هناك ملوك الأعاجم من اللان والخزر والسرير والأبخاز وجرزان والأرمن وغيرهم حتى صار إلى بلاد أران والبيلقان وآذربيجان والماهات من أرض الجبل واتصلت جيوشه بأرض العراق فشن الغارات وقتل وسبى وانصرف راجعاً إلى القسطنطينية بحيلة أوقعها أبرويز عليه قال المسعودي: وقد أتينا على خبر شهربراز والسبب في فساد الحال بينه وبين أبرويز وإلى ما آل أمرهما وشرح أخبار هرقل وما كان بينه وبين فارس من الحروب وحيله ومكايده وما كان بينه وبين النبي صلّى الله عليه وسلّم من المكاتبات والمراسلات وما كان بين جنوده وبين المسلمين من الحروب بالشأم ومصر وغيرهما في خلافة أبي بكر وعمر وخروجه عن الشأم وقطعه الدرب إلى بلاد الروم وقوله عند صعوده جبل الأكام وإشرافه على الشأم: عليك السلام يا سورية سلام مودع لا يعود إليك أبداً حتى يولد الغلام المشئوم وليته لا يولد فما أحلى رضاعه وأمر فطامه وما كان بينه وبين معاوية بن أبي سفيان في حال إمرته على الشأم من قبل عمر وعثمان من المراسلات والملاطفات. وإخباره يناق غلام معاوية بأن عثمان بن عفان يقتل وما يئول إليه أمر المسلمين بعد ذلك وغير ذلك من أخباره في كتاب أخبار الزمان ومن أباده الحدثان من الأمم الماضية والممالك الداثرة وفي كتاب فنون المعارف وما جرى في الدهور السوالف وإنما نذكر في هذا الكتاب لمعاً وجوامع منبهين بذلك على ما تقدم تأليفه من كتبنا ومدخلاً إلى علم ما سبق إيضاحه من تصنيفنا الثالث والعشرون قسطنطين بن قسطنطين أخي هرقل وقيل إنه ابن هرقل ملك تسع سنين وستة أشهر في خلافة عثمان بن عفان وهو الذي غزا في البحر في نحو ألف مركب حربية وغيرها فيها الخيل والخزائن والعدد يريد الإسكندرية من بلاد مصر وكان عامل مصر والإسكندرية لعثمان عبد الله بن سعد بن أبي سرح فالتقوا في البحر فكانت على قسطنطين فعطبت مراكبه وهلك أكثر رجاله ونجا في مركب فوقع في جزيرة سقلية من بلاد إفريقية فقتله جرجيق ملكها تشاؤماً به لإهلاكه النصرانية وسميت هذه الغزات ذات الصواري لكثرة المراكب وصواريها وهي الأدقال وكان ذلك في سنة 34 للهجرة وقال المسعودي: وفي ملكه كان السنهودس السادس وهو المجمع بالقسطنطينية من بلاد بوزنطيا وقيل بل كان قبل هذا الوقت وكان اجتماعهم على لعن رجل يقال له قورس الإسكندراني خالف الملكية وأحدث قولاً نحو قول المارونية في المشيئة والفعل وكان عدة من اجتمع فيه من الأساقفة مائتين وتسعة وثمانين أسقفاً وقيل دون ذلك فمن السنهودس الخامس إلى هذه السنهودس ثمان وستون سنة وأربعة أشهر وقيل دون ذلك وهذا آخر السنهودسات لم يكن لهم إلى هذا الوقت المؤرخ به كتابنا وهو سنة 345 والملك على الروم قسطنطين بن لاون ابن بسيل - اجتماع فيما بلغني مع قربنا من ديارهم وبحثنا عن أخبارهم وتنقلنا بالثغر الشأمي وأنطاكية والشأم ومصر والملكية تذكر هذه الاجتماعات الستة في قداسها وهي الصلاة على القربان في كل يوم وقد اختلف أهل دين النصرانية في العبارة عن أسماء هذه المجامع عند مقابلتهم الأمانات بالتراجم المعروفة فمنه ما يسميه أهل مصر السنهودسات أحدها سنهودس وبها عبرنا في كتابنا هذا لأنها أفصحها ولمقامنا بمصر في هذا الوقت ويسميه أهل المشرق السنادسات وقوم يقولون سناطس وقد أتينا على شرحها والسبب في وقوعها وما كان في ذلك من الخلاف والمناظرات بينهم وأخبار أصحاب الكراسي الذين هم البطاركة أحدهم بطريرك ومراتبهم وتسميتهم وأعدادهم إلى هذا الوقت المؤرخ به كتابنا ممن كان منهم بمدينة رومية والإسكندرية من بلاد مصر وأنطاكية والقسطنطينية وإيليا في كتاب مروج الذهب في كتاب ومعادن الجوهر وفي كتاب فنون المعارف وما جرى في الدهور السوالف وإن كانت أسماؤهم مثبتة في الدبطخة التي تقرؤها النصارى في القداس وذكرنا أسماء الاثني عشر والسبعين تلاميذ المسيح وتفرقهم في البلاد وأخبارهم وما كان منهم ومواضع قبورهم ومن أصحاب الأناجيل الأربعة منهم يوحنا ومتى من الاثني عشر ولوقا ومرقس من السبعين وأن مرقس صاحب الإسكندرية ومن كان بعده من البطاركة على هذا الكرسي الحكام على سائر أصحاب الكراسي في كل ما يختلفون فيه والقضاة عليهم إذا تنازعوا ومتى اجتمعوا في محفل جلسوا حسراً وصاحب هذا الكرسي بعمامة إذ كان خليفة بطرس وأن السبب في ذلك أن بطرس لما عاد التلاميذ إلى أن يسير بعضهم إلى الإسكندرية بالإنجيل الذي كتبه ويدعو الناس جزعوا من ذلك لأجل من كان بها من الصابئين والقاطرين أحدهم قاطر ويسمى بالقبطية هيراتقس وهم الكهنة وأن مرقس انتدب لذلك وكان أصغر القوم سناً فناوله بطرس الإنجيل ومحا اسمه منه وأثبت فيه اسم مرقس وقال له قد جعلناك الحاكم عليهم فيما تنازعوا فيه وغير ذلك من أسرار دين النصرانية وأخبارهم من السليحين وغيرهم مما هو موجود في الكتاب المعروف بيركسيس وفي كتاب ديونوسيوس الفلوباخيطوا في أسرارهم أيضاً وفي كتاب قليمنس وكان تلميذاً لبطرس ورأيت كثيراً من النصارى يقف في هذا الكتاب ويدفع أن يكون صحيحاً وفي الأربع عشرة رسالة لبولس التي كتب بها في أوقات متفرقة إلى أهل رومية وغيرهم وتدعى هذه الرسائل كتاب السليخ وذكرنا في كتاب المقالات في أصول الديانات وكتاب خزائن الدين وسر العالمين أقاويل الأمم العوالم الأربعة في عالم الربوبية وعالم العقل وعالم النفس وعالم الطبيعة ومراتب الروحانية والجواهر العلوية والأجسام السمائية وسائر الوسائط والفرق بين النار والنور ومراتب الأنوار وما قاله كل فريق منهم في ذلك من الهند وقدماء الفلكيين وأصحاب الاثنين ومن واقفهم من أصحاب التأويل في هذا الوقت والحنفاء والكلدانيين وهم البابليون الذين بقيتهم في هذا الوقت بالبطائح بين واسط والبصرة في قرايا هناك وتوجههم في صلاتهم إلى القطب الشمالي والجدي والسمنية وهم صابئة الصين وغيرهم وهم على مذاهب بوداسب وعوام اليونانيين وتوجههم في صلاتهم إلى المشرق وصابئة المصريين الذين بقيتهم في هذا الوقت صابئو الحرانيين وتوجههم في صلاتهم إلى التيمن وهو القبلة واستدبارهم الشمال وامتناعهم من كثير من المآكل التي كان صابئة اليونانيين يأكلونها كلحم الخنزير والفراخ والثوم والباقلي وغير ذلك وقولهم بنبوة أغاثديمون وهرمس وأميروس وأراطس صاحب كتاب صورة الفلك والكواكب وغير ذلك وأريباسيس وأراني الأول والثاني وغيرهم وأسرارهم في الذبائح والصلوات للكواكب السبعة وغيرها والقوفات وهي الدخن للكواكب وتمثيلهم مراتب الكهنوت في هياكلهم بما علا من الروحانية وتسميتهم أعلى الكهنة رأس كمرين وما يذهبون إليه من قول أفلاطون إن من عرف نفسه حقيقة المعرفة تأله ومن قول صاحب المنطق من عرف نفسه فقد عرف بها كل شيء وما جرى بين فرفريوس الصوري صاحب كتاب أيساغوجي في المدخل إلى كتاب أرسطاطاليس في المنطق وكان نصرانياً ينصر مذاهب صابئة اليونانيين مخفياص لذلك وبين أنابوا الكاهن المصري وكان ينصر الفلسفة الأولى التي كان عليها فوثاغورس وثاليس الملطي وغيرهما وهي مذهب صابئة المصريين من المسائل والجوابات في العلوم الإلهية وذلك في رسائل بينهم معروفة عند من عني بعلوم الأوائل وما كانوا عليه من الآراء والنحل وقد صنف على مذاهب الفوثاغوريين والانتصار لهم كتب كثيرة وآخر من صنف في ذلك أبو بكر محمد بن زكرياء الرازي صاحب كتاب المنصور في الطب وغيره كتاباً في ثلاث مقالات وذلك بعد سنة 310 وقد ذكر أفلاطون ترتيب العوالم في كتابه المعروف بطيماوس فيما بعد الطبيعة وهو ثلاث مقالات إلى تلميذه طيماوس مما ترجمه يحيى بن البطريق وهو غير كتاب طيماوس الطبي الذي ذكر فيه كون العالم الطبيعي وما فيه والهيئات والألوان وتراكيبها واختلافها وغير ذلك شرحه جالينوس وفسره حنين بن إسحاق وذكر بأنه سقط عنه منه كراستان الأولى والثانية والذي حصل من ترجمته أربع مقالات ذكر أرسطاطاليس ترتيب العوالم في كتابه فيما بعد الطبيعة في الحرف المعروف باللام وغيره من الأحرف فيما فسره طامستيوس وترجمة إلى العربي إسحاق بن حنين وذكرنا فيما سلف من كتبنا ما ذهب إليه النصارى من أن البارئ عز وجل خلق في الابتداء جنس الملائكة المقريين روحانيين ذوي جواهر بسائط أحياء ناطقة ليمجدوه من غير حاجة منه عز وجل إلى ذلك وأنه تعالى جعلهم منقسمين لطبقات تسع وعلى طبقات بعضها أعلى من بعض واسم جملة الروحانيين بالسريانية وهو اللسان الأول طغم وبالرومية طغماتس وبالعربية تغم والكنيسة عندهم كنيسة السماء ومراتب الكهنوت على مقدار طغمات الملائكة وهي تسع فالطغمة الأولى عندهم طغمة البطارقة ثم ما يلي ذلك من مراتب الكهنة وذكرنا مذاهب الصابئين في ذلك وأنهم يرون أن هذه المراتب على ترتيب الأفلاك التسعة وكذلك مذاهب أصحاب الاثنين في ذلك قبل ظهور ماني وأسماء كل فرقة منهم وما رتب لها من ذوي الرئاسات الديانية تشبيهاً بما علا من الجواهر العلوية والأجسام السمائية الرابع والعشرون قسطا بن قسطنطين ملك خمس عشرة سنة وذلك في خلافة علي بن أبي طالب عليه السلام وصدراً من أيام معاوية بن أبي سفيان الخامس والعشرون هرقليانس بن قسطنطين وهو هرقل الأصغر وقل أن جده هرقل الأكبر ملك أربع سنين وثلاثة أشهر في أيام معاوية السادس والعشرون قسطنطين بن قسطا ملك ثلاث عشرة سنة بقية أيام معاوية وأيام يزيد ومروان بن الحكم وصدراً من أيام عبد الملك بن مروان السابع والعشرون أسطنيانس المعروف بالأخرم ملك تسع سنين في أيام عبد الملك ثم خلع وخرم أنفه وقطع عرق تحت لسانه ليخرس فسلم من ذلك وحمل إلى بعض الجزائر فهرب ولحق بملك الخزر مستنجداً به وتزوج هناك فلم ير عندهم ما يحب فصارا إلى طرفلا ملك برجان الثامن والعشرون أولنطس وقيل لونطس ملك ثلاث سنين في أيام عبد الملك ثم زهد في الملك وأظهر العجز عنه فلحق بالدير فترهب التاسع والعشرون أبسيمر المعروف بالطرسوسي ملك سبع سنين في أيام عبد الملك فسار أسطنيانس الأخرم ومعه طرفلا ملك برجان منجداً له في جيوش كثيفة فكانت له مع أبسيمر حروب يطول شرحها قد ذكرناها في كتاب أخبار الزمان ومن أباده الحدثان من الأمم الماضية والأجيال الخالية والممالك الداثرة فغلب أسطنيانس على الملك وخلع أبسيمر وكان ذلك في السنة الأولى من ملك الوليد بن عبد الملك واستوى الأمر له الملك الثاني وهو الثلاثون من ملوكهم وقد كان شرط لطرفلا ملك برجان إذا رجع الملك إليه أن يحمل إليه في كل سنة خراجاً وكان يفعل ذلك واشتد عسفه للروم وبسط يده في القتل فيهم وأباد كثيراً من رؤسائهم وبطارقتهم فأجمعوا على قتله فقتلوه فكان ملكه الثاني سنتين ونصفاً الحادي والثلاثون فيلبقوس ملك سنتين وستة أشهر بقية أيام الوليد وهلك في أول سنة من ملك سليمان بن عبد الملك الثني والثلاثون نسطاس بن فيلبقوس ملك ثلاثة أشهر على تحزب كثير واختلاف كلمة ثم خلع ونفي الثالث والثلاثون تيدوس المعروف بالأرمني كان ملكه في السنة التي بويع فيها سليمان بن عبد الملك فبعث إليه سليمان أخاه مسلمة لغزو القسطنطينية براً وبحراً وذلك في سنة 97 وكان في مائة ألف وعشرين ألف مقاتل وكان على أسطول المسلمين في البحر عمر بن هبيرة الفزاري فانضم إلى مسلمة بطريق يعرف بأليون بن قسطنطين المرعشي وضمن له أن يناصحه على أهل القسطنطينية فركن مسلمة إلى ذلك وعبر الخليج وحصر القسطنطينية فوجه أهلها إلى مسلمة يبذلون الفدية فأبى فمكر به أليون واستأذنه في مكاتبة رؤساء الروم والتوسط بينه وبينهم فكاتبهم وسار إليهم فخلا بالبطريرك صاحب كرسي القسطنطينية ورئيس الديانة وسائر البطارقة أصحاب السيوف وولاة الأعمال فدعاهم إلى أن يملكوه عليهم ليقوم بأمرهم ويصرف مسلمة عنهم وذكر لهم ضعف تيدوس ملكهم عن مقاومته فأجابوه إلى ذلك وعاد إلى مسلمة فأخبره أنهم قد دخلوا في طاعته وسأله التبعد عنهم قليلاً وترك حصارهم ليطمئنوا إليه ففعل ذلك فدخل أليون القسطنطينية فملك ونصب التاج على رأسه فأمر بنقل ما كان مسلمة أعده من الأقوات لعسكره فأدخل القسطنطينية وبلغ مسلمة ذلك فعلم أنه ممكور به فرجع إلى حصارهم وعاودهم الحرب وعظم البلاء على من مع مسلمة لذهاب أقواتهم وولى عمر بن عبد العزيز على تلك الحال فكتب إلى مسلمة يأمره بالقفول واستحثه على ذلك فقفل بعد كره شديد وخطب طويل وذلك في سنة 100 وقد أتينا على شرح هذه الحروب وما كان فيها من الحيل والمكايد في كتاب فنون المعارف وما جرى في الدهور السوالف الرابع والثلاثون أليون بن قسطنطين ملك ستاً وعشرين سنة بقية أيام سليمان ابن عبد الملك وأيام عمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك وهشام وهلك في السنة التي بويع فيها الوليد بن يزيد الخامس والثلاثون قسطنطين بن أليون ملك إحدى وعشرين سنة أيام الوليد ابن يزيد ويزيد بن الوليد ومروان بن محمد وأبي العباس السفاح وعشر سنين من خلافة المنصور السادس والثلاثون أليون بن قسطنطين ملك سبع عشرة سنة وأربعة أشهر بقية أيام المنصور وخمس سنين من خلافة المهدي. السابع والثلاثون ريني امرأة أليون بن قسطنطين وتفسير ريني صلاح ثم لقبت بعد ذلك أغسطة وملك معها ابنها قسطنطين بن أليون فلم يزالا ملكين بقية أيام المهدي وأيام الهادي وصدراً من خلافةالرشيد. وكانت هي تمضي الأمور والاسم لابنها وكانت كالمهادنة للمهدي والهادي والرشيد فلما نشأ ابنها أفسد وتعدى وطغى ونابذ الرشيد ونقض ما كان بينهم من الصلح فغزاه الرشيد وأوقع به فهرب فكاد أن يؤخذ فلما صار إلى قراره خافت أمه أن يكر عليهم الرشيد وكان طغيان ابنها وقبح سياسته قد ظهر في رعيته حتى سبوه وأنكروه فاحتالت عليه أمه ليبقى ملكها عليها فأمرت بمرآة فأحميت في حال نومه ثم أنبهته وقابلته بالمرآة ففتح عينيه على غرة فذهب بصره. وكان مدة ملكه مع أمه سبع عشرة سنة وتفردت بالأمر خمس سنين وذلك في أيام الرشيد وهادنت الرشيد وحملت إليه الأتاوة فتطرق بذلك عليها نقفور فأعين وعوضد حتى خلعت وانتزع الملك منها وذلك في سنة 187 وهي في بلاد بنته بالقسطنطينية يعرف بالأبتارو إلى هذا الوقت ولغثيطها الياطس وكان ذا رأي وحزم وسياسة والبلاط القصر وفي هذا البلاط مينا عليه سلسة فيه ينزل رسل العرب إذا قدموا للفداء الثامن والثلاثون نقفور بن استبراق ملك سبع سنين وثلاثة أشهر في أيام الرشيد وهلك في أول خلافة الأمين وقيل إنه كان من ولد جفنة من غسان ممن تنصر آباؤه وقيل بل من ولد متنصرة إياد الذين دخلوا في أرض الروم من بلاد الجزيرة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبايع لابنه استبراق بالملك بعده ولمي عهد هذا فيمن سلف من ملوك الروم وكانت كتبه تصدر من نقفور واستبراق ملكي الروم وكانت ملوك الروم قبله تحلق لحالها وكذلك ملوك الفرس لأمور قد ذكرناها في غير هذا الكتاب فأبى ذلك نقفور وقال هذا تغيير لخلق البارئ سبحانه وكانت مرتبته قبل أن يلي الملك لغيثط وهي ولاية ديوان الخراج. وكانت ملوك الروم تكتب على كتبها من فلان ملك النصرانية فغير ذلك نقفور وكتب ملك الروم وقال هذا كذب ليس أنا ملك النصرانية أنا ملك الروم والملوك لا تكذب وأنكر على الروم تسميتهم العرب ساراقينوس تفسير ذلك عبيد سارة طعناً منهم على هاجر وابنها إسماعيل وإنها كانت أمة لسارة وقال تسميتهم عبيد سارة كذب والروم إلى هذا الوقت تسمي العرب وكان مقتل نقفور في حرب كانت بينه وبين برجان في سنة 193 وقد أتينا على أخباره مع الرشيد وحروبه لبرجان وقتلهم إياه وغير ذلك من أخباره في كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر التاسع والثلاثون استبراق بن نقفور بن استبراق ملك شهرين.
|